الأحد، 18 يناير 2009

18 يناير 2009 - متاعب عربية


متاعب عربية ..!!

عبارتان معبرتان تلخصان المشهد العربي كله.. الأولى قالها أمير دولة قطر والثانية نطق بها رئيس وزراء دولة قطر في ثنايا القمة العربية التي عقدت في الدوحة.. والتي خانها النصاب القانوني..أمير قطر ادلى ببيان قبل يومين من القمة رسم فيه صور ة الموقف العربي بكل تعاريجه البكماء والصماء.. ثم أنهى جملته الاعتراضية بآخر نفس في صدره وهو يقول (حسبي الله ونعم الوكيل..) وأختارت اذاعة الـ"بي بي سي العربية" هذا المقطع من بيانه وأعادته أكثر من مرة خلال نشراتها الاخبارية.. والعبارة الثانية .. هي ختام الرواية التي حكاها الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر عن ملابسات اتصاله بالسيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية.. وشرح له كيف أن القمة كلها من أجل فلسطين جناح غزة.. وأنه هو لا غيره رئيس هذه الدولة .. والأولى بأن يكون في المقاعد الأمامية من القمة.. وأن يكمل نصابها بدلا من أن ينصب كمالها.. وقال أن أبومازن رد عليه بأنه لا يجد تصريحا للسفر.. وعندما أدى رئيس وزراء قطر عزمه على مساعدته في الحصول على التصريح بأبكر ما تيسر.. وقطع حيلة عباس.. طلب منه الأخير أن يمنحه بعض الوقت للرد عليه.. ثم رجع اليه بعد حوالى الساعة والنصف ليقول له .. أنه لا يستطيع حضور القمة بسبب (ضغوط) .. ولم تنته القصة حتى هنا.. فأكمل له الجملة بعبارة قاطعة قائلا "اذا حضرت القمة .. سأذبح من الوريد .. الى الوريد.." وأشار الشيخ حمد بيده الى عنقه ليشرح ما يقصده الرئيس الفلسطيني..العبارتان اللتان تفضحان المشهد العربي .. هما (حسبي الله ونعم الوكيل) التي (تحسبن) بها أمير قطر من الذي يجري في الوطن العربي.. ورفع أمره كله ودفعة واحدة الى السماء لتجد له حلا من ظلم الأرض.. والثانية هي ما أورده رئيس وزراء قطر على لسان الرئيس الفلسطيني ( إذا حضرت سأذبح من الوريد الى الوريد..)(حسبنة) الأمير.. أقرب الى العبارة التقليدية التي تقال في دولة مصر للدلالة على أن الحكم بالاعدام قد صدر.. إذ يقال "قرر القاضي احالة أوراق المتهم الى المفتي.." و هنا قرر أمير قطر احالة أوراق الوطن العربي إلى السماء.. عبارة تفضح الموقف العربي في قمته.. عندما يصبح مجرد سفر القادة الى عاصمة دولة عربية للبحث في حل لمشكلة عربية امر فيه كثير من الكر والفر.. ومربوط بحبل طويل الى مرافىء بعيدة هي التي تقرر متى وكيف يجب أن يجتمع قادة العرب.. والى أى قرارات يجب ان يصلوا .. وكيف يصاغ البيان الختامي..أما حكاية "الذبح من الوريد الى الوريد" فهي تكشف خبايا الدراما الفلسطينية..فلأول مرة يعرف الشعب العربي أن الرئيس الفلسطيني يحتاج الى "تصريح سفر" من اسرائيل اذا قرر الخروج من رام الله.. وأن التصريح يحتاج الى وقت لتدرسه اسرائيل وتستفسر أبومازن عن أسباب سفره وما ينوي حمله معه ..لكن الذي لم يتضح حتى الآن .. من الذي سيقوم بعملية الذبح من الوريد إلى الوريد..

ليست هناك تعليقات: