الجمعة، 30 يناير 2009

30 فبراير 2009 الى متى ؟؟

إلى متى ؟؟

حدث قبل ثلاثة أيام.. في مدرسة علي ابن أبي طالب في مدينة رفاعة.. استدعى المدير ولي أمر الطالب محمد عمر البلة.. بحجة أن ولده سقط مغشياً عليه أثناء اليوم الدراسي.. الأب ومعه خال التلميذ أسرعوا بالتلميذ الى المستشفى وبدأت – تلقائيا – التحاليل الطبية للبحث عن (الملاريا).. والتلميذ مغمى عليه تماما..لكن فجأة إنقطع مسلسل التحاليل عندما تلقى الوالد مكالمة من البيت تخبره أن أحد التلاميذ من زملائه أخبرهم أن ابنهم تعرض للضرب المؤلم من أحد معلميه.. الطبيب غير اتجاه البحث واكتشف علامات الضرب على التلميذ الذي يبلغ (14) عاماً.. ضربة في رأسه وأخريات على ظهره .. طلب الأطباء صور مقطعية للرأس أسرعوا به والتقطوا الصور وكان التلميذ لا يزال في غيبوبة كاملة.. قال لي الأب .. أنه بعد استلام الصور لاحظ توقف حركة ابنه بشكل كامل.. أرجعه للطبيب .. وضع يده وتحسس النبض .. ثم رفع يديه قائلا (الفاتحة..)مات التلميذ محمد عمر الذي كان أكمل استعداده لامتحان شهادة الأساس .. التقارير الطبية تؤكد وجود النزيف داخل رأسه .. تصوروا المشهد .. أسرة تودع إبنها في المدرسة وتستأمنها عليه.. تستدعيهم المدرسة لأن ابنهم مغمى عليه.. للدرجة التي تفترض الأسرة أن الأمر مجرد ملاريا حادة.. فتكون النتيجة ان التلميذ الصغير تلقى ضربات مميتة.. أودت بحياته.. وبدلا من ان يتسرب العلم الى خلايا عقله..تسرب الدم من عروق دماغه ليلقى ربه ..شاكياً ما وصل إليه حال التعليم..ما الذي يجري في البلاد.. عشرات السنوات التي كان فيها التعليم (تربية وتعليم) .. لم نسمع بتلميذ فقد روحه تحت وطأة الإهمال في توفير مقومات التعليم الأساسية.. مدرسة ومدرس مؤهل للتدريس ..الأب قال لي أنه استعوض الله في ولده.. فما يرجعه اليه من بعد ما انفصل الجسد عن الروح.. لكن من يرجع التعليم إلى (التربية) على ما كانت عليه زمان.. عندما كان المعلم والداً ومربياً .. صحيح كنا في مدارسنا نتعرض للضرب .. لكن لا أذكر أن معلما ضرب تلميذا في رأسه.. أو أن مدرسة طلبت من ولي أمر استلام (جثة) ولده تحت غطاء الاصابة بالملاريا..قد تكون هذه الواقعة وصل إلى مسامعي لأن هذا الوالد المكلوم وجد من يوصلها إلى أسماع وعيون الصحافة.. لكن ياترى كم من قصة أخرى دفنت في صمت كامل.. وكم من قصة أخرى لم يجد ضحاياها حتى حق النواح العلني .. فاستسلموا للأنين المكتوم في الصدور.. وحمدوا الله الذي لا يحمد على مكروه سواه..التلميذ محمد .. يرقد تحت التراب وذنبه ليس في رقبة معلمه أو مدير المدرسة وحدهما ..بل في كل (السستم) .. الذي يجعل مثل هذه مجرد قصة يقرأها الناس فتدمع عيونهم .. وينتهي العزاء بانتهاء مراسم البكاء المكتوم في الصدور ..إلى متى ..؟؟ الله أعلم ..

ليست هناك تعليقات: