الأربعاء، 14 يناير 2009

14 يناير 2009 - (العندو قرش محيِّرو.. يشتري حمام ويطيِّرو)!!



(العندو قرش محيِّرو.. يشتري حمام ويطيِّرو)!!

نشرت الصحف أمس خبراً مدهشاً.. يقول إن السودان قرر فتح سفارة في كاراكاس عاصمة دولة فنزويلا!! (وأعلن السفير خضر هارون مدير عام العلاقات الثنائية بوزارة الخارجية أن دبلوماسياً رفيعاً سيتوجَّه قريباً إلى هناك لمباشرة مهامه..).. حسب ما أوردت الزميلة (الرأي العام)..
ولمن فاتهم الاستماع.. فنزويلا دولة في قارة أمريكا الجنوبية.. اشتهرت بكونها دولة بترولية.. لكن ليس ذلك سبب فتح سفارة سودانية بعاصمتها.. فالسبب هو أن رئيس فنزويلا السيد شافيز اتخذ موقفاً قوياً متعاطفاً مع الفلسطينيين في غزة.. فطرد سفير إسرائيل وبعض الدبلوماسيين في سفارة إسرئيل.. وردت عليه إسرائيل بطرد سفيره في تل أبيب..
مع كل الإحترام للسفير خضر هارون -وهو رجل أديب أيضاً– هل تلك هي الأسس التي بموجبها تُفتح سفارات السودان في الخارج؟؟فـ(سفارة) لا تعني مجرَّد سفير يسافر إلى هناك مع أسرته.. بل تعني متواليات مطلوبات طويلة تختصر كلها في كلمة (على حساب دافع الضرائب السوداني).. مقر للسفارة.. وطاقم دبلوماسي وإداري مع السفير.. وسكن لهذا الطاقم والسفير.. وسيارات لائقة بالسفير وطاقمه.. وكل ذلك بالعملة الصعبة خصماً على ميزانية الفقير لله.. شعب السودان..
وكنت أظن.. وبعض الظن إثم.. أن قرار فتح سفارة للسودان في دولة ما.. له حيثيات أخرى.. ليس من بينها تحيَّة الدولة على مواقفها الدبلوماسية ضد دولة أخرى.. حيثيات من قبيل العشم في تبادل مصالح اقتصادية.. أو علمية أو حتى اجتماعية بافتراض وجود عدد كبير –مثلاً- من الجالية السودانية بها..
وبهذا ربما يجوز لي أن أسأل سفيرنا خضر هارون.. وماذا إذا زالت الغيمة ورجع سفير إسرائيل إلى فنزويلا.. هل سيخرج منها سفير السودان ويقفل السفارة ويبيع سيارته ويعود احتجاجاً؟؟
من الرشد أن نبدو دولة ذات رؤية استراتيجية تفهم أن العلاقات الدبلوماسية ليست حوافز أو جوائز تمنح عند الرضا وتحجب عند الغضب.. فمثل هذا المسلك أول من يسخر منه ذات الدولة التي فتحنا فيها السفارة التشجيعية.. وربما رأوا في تصرفنا ضرباً من الدبلوماسية الجديدة التي لم تسمع بها معاهد الدراسات الدبلوماسية..
هناك قائمة طويلة من الدول التي لدينا معها مصالح ومع ذلك حال قصر ذات اليد من أن نفتح فيها سفارة.. تجنباً لتكاليف السفارات الباهظة.. فكيف نفتح سفارة في دولة فقط لأنها طردت.. وأكرر طردت.. ولم تغلق سفارة إسرائيل.. بل إن بقية طاقم السفارة الإسرائيلية موجود في العاصمة كاركاس..
وبعد يا عزيزي الخضر هارون.. هل ستغلقون سفارتكم في مصر والأردن لأن بهما سفارات إسرائيلية.. ولم يطردوا السفير الإسرائيلي؟؟على كلِّ حال على رأي المثل السوداني الشعبي.. (جلداً.. ما جلدك.. جُر فيهو الشوك..).. (مال ما مالك افتح بيهو سفارة في كاراكاس)..

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

فعلاً هو نوع جديد من الدبلوماسية تخصصنا فيه نحن السودانيين منذ غزو الكويت "دبلوماسية المديدة حرقتني"

غير معرف يقول...

(( السـفا (؟) ة في العمارلـ ة ))


وأنا ايضاً مندهش من دهشتكم، ومن مبالغة تحاملكم ، حيث لم تورد لنا –ولعن الله التسرع- ما يفيد بأن السفير (خضر هارون) برر فتح السفارة بموقف الرئيس الفنزويلي من القضايا العربية. وحتى بافتراض حدوث ذلك، ألا تستحق تحية السيد شافيز وانحيازه النبيل لأهم قضية تحرر عرفها التاريخ الإنساني الحديث أن يُرد عليها بمثلها، أو بما هو أفضل منها؟


و ربما كانت تكلفة فتح السفارة ومقرها وكافة مصروفات كادرها الدبلوماسي والإداري وحتى الأمني تستحق ثمنها في دولة مثل فنزويلا تبدو تجربتها ،من على البعد، واعدة وملهمة لكل من يعشق الحرية، ولكل من يسعى للتحرر والانعتاق.


تجربة رئيس أسمه هوجو شافيز يبدو من بساطة سحنته، ومن تواضع ملبسه، وتلقائية حركته، اقرب انتماء إلى فئة العمال. رئيس لا تلحظ عليه عجرفة الضباط وعنجهية معظمهم رغم أنه انتمى إليهم في السابق، وتظنه وتحسبه من الدروايش و (فاططي السطور)، رغم أنه ينتمي إلى اخواننا أصحاب (الفخامة).


رئيس استفزه الفساد والاستغلال الأمريكي لثروات بلاده عندما كان مجرد ضابط صغير فنفذ إنقلاباً عسكرياً إنحاز فيه حقيقة لأبناء وطنه، ثم ترك السلطة نهائياً وعاد إلى صفوف الشعب ليعود مرة أخرى رئيساً منتخباً انتخاباً حراً من مواطنيه.. وانحاز والتحم بفقراء شعبه، فانحازوا إليه وأعادوه إلى الحكم بعد أن دبرت استخبارات أمريكا انقلاباً عسكرياً وأطاحت به مستعينة بحفنة من عملاء الداخل.


رئيس حقق إنجازات عديدة منها أنه أدار حركة دبلوماسية نشطة في محيطه ونسج تحالفات أزاحت القبضة الأمريكية القاسية عن أعناق غالبية دول (الحديقة الخلفية) سابقاً، فاستطاعت التنفس، والتخطيط للمستقبل بحرية، وشرعت في بناء مشاريعها المشتركة على مستوى قارة أمريكا الجنوبية كلها بعيداً عن استغلال الولايات المتحدة وشركاتها الجبارة.


رئيس حقق استقلاله الاقتصادي، وأمم بترول بلاده لصالح أبناء شعبه، وقال للشركات الأمريكية والغربية والإمبريالية المستغلة، هذه شروطنا عليكم أن تقبلوها وإلا فأعلى ما في خيلكم أركبوه. فاستطاع ترويضها كحيوانات السيرك واحدة بعد الأخرى رغم توحشها وانصاعت صاغرة، ولم تجرؤ واحدة منها أن تسأله عن كم يساوي ثلث الثلاثة؟


رئيس مستقل القرار أمتلك الجرأة و لم يتردد في أن يطرد السفير الأمريكي –قبل الإسرائيلي- ويأمره بمغادرة كاركاس في ظرف 48 ساعة، وقد غادرها غير مأسوف عليه. ثم طرد الإسرائيلي وشجع حليفه البوليفي على طرد سفير إسرائيل، وها هو الآن – مستبقاً طلبكم- يغلق سفارتها نهائيا في كاركاس.


وأظن أخي عثمان– وليس كل الظن إثم- بأن بعثة دبلوماسية في فنزويلا حتى لو كان إنجازها المأمول هو كتابة تقرير وحيد عن تقييم التجربة الفنزويلية سوف يكون أكثر جدوى من سفارات سودانية أخرى مبعثَرة ومبعثِرة بالعشرات على امتداد خريطة العالم، يحس المواطن السوداني بالانقباض ووجع البطن وتتلوى مصارينه لمجرد أن يتذكر انه قد يضطر يوماً لزيارتها.


والمؤكد ان الأموال التي تهدر (على حساب دافع الضرائب السوداني) لفتح سفارة في فنزويلا سوف تأتي بثمار أقل مرارة من طعم الثمار التي تأتينا من سفارات سودانية ليس لها من إنجاز لخدمة الوطن والمواطن غير الضرائب والجبايات والتحقير والإهانات، وبلاك شك بأن عائد أموال فتح السفارة في فنزويلا سوف يكون أفضل طعماً من الثمار التي نجنيها من النفقات على أجهزة الأمن وعلى ذلك التسلح العشوائي.


هناك يا عثمان، في وزارة الدفاع، وفي وزارة الداخلية، وفي وزارة المالية تهدر الأموال ويوجد (الكركي) الذي يشفط أموال السودانيين ويسبب لهم الإنيميا المزمنة.


هناك يا عثمان –إن استعطت- يمكنك ان "تدردم" طينه كبيرة وقوية وترميها لتسد بها "اللبقة".

أو ترميها في وجـوه تلك القطط السمان نفسها التي امتصت وما تزال تمتص دماء الفقراء من أبناء الشعب السوداني، وتردم بها أفواههم التي لا يخرج منها إلا الكذب والتضليل والأباطيل والسـفا (؟) ة.



خالد منصور
Rapport7000@gmail.com

غير معرف يقول...

قررت فنزويلا قطع جميع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد أن كانت قد طردت جميع العاملين في السفارة الإسرائيلية في كراكاس ما عدا دبلوماسيا واحدا وذلك بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة.(الجزيرة نت)
المعادلة صعبة وفتح السفارة فى فنزوبلا قد يعود بفائدة اكبر اذا امكن استغلال البغض الفنزويلى لاميركا واسرائيل.
لا اظن ان النظام الحاكم بالسذاجة وعدم المسؤلية ليبدد اموال الشعب السودانى بهذه الطريقة . بعدين ما هم فاتحين سفارة فى امريكا كان نافعانا يعنى؟ احسن يقفلوها ويفتحو فى كراكاس
السوق هناك احسن اميركا جرها تعبان
مع الود
عماد حداد
emadhaddad@hotmail.com

غير معرف يقول...

مقال رائع... وموضوعي..
إلى متى تتخذ القرارات "قطع اخدر".. دون دراسة أو تخطيط... ولا رؤية؟؟؟!

غير معرف يقول...

عيب يا عثمان ما تقوله فكراهية الانقاذ يجب ان لا تعميك من الوقوف الى جانب الموقف الوطنى فنزويلا تجربة عظيمة فى الثورة من العار ان لا يكن معها تمثيل دبلوماسى ومن قال لك ان فتح السفارة هو طاقم ومبنى فيمكن الاكتفاء بسفير فخرى او ان يمثل سفير السودان فى البرازيل القصة ما بيحسبوه بالقروش يا عثمان هى محاولة لرد الجميل

غير معرف يقول...

كنت على وشك أن أقترح أن يقوم المؤتمر الوطني بإفتتاح مكتب تمثيل حزبي هناك بدلا من سفارة. لكني تذكرت أن المؤتمر الوطني يستمد ميزانيته من وزارة المالية (و ليس تبرعات الأعضاء)، يعني بايظة بايظة!!!

غير معرف يقول...

ياجماعة الخير : أظن أن قصد أستاذ (عثمان) هو ليس إعتراضه المطلق عن فتح سفارة فى كراكاس ، ولكن طريقة وكيفية فتح السفارة هناك ، أى أن عشواية نظام الخرطوم قد رأت مكافأة (شافيز) على مواقفه بفتح سفارة هنالك، وليس لعيون أهل السودان (المساكين) ، ولا لمراعاة مصالح الوطن...يعنى بالواضح الحكومة تتعامل فى كل شئون الدولة (بردة الأفعال) وليس بإسترتيجة وتخطيط مدروس ، وهذا الفعل دليل واضح جداً للعشوائية ، أو كما قال (عثمان ميرغنى) حكومة (رزق اليوم باليوم)!!..
وهذه المراهقة السياسية لنظام الخرطوم تظهر بوضوح فى الإنقسام العربى الحالى حول الوضع فى غزة، فقد إنحاز النظام بوضوح إلى محور (قطر ، سوريا ،اليمن ...ألخ) وإستعجل الإعلان عن مشاركته فى قمة الدوحة _ بل وصل سيادة الرئيس إلى الدوحة كأول رئيس يصل إليها، مع العلم أن نسبة 90% أن لا تعقد هذه القمة _ خاصةً وأن أمير قطر هو الاّن موجود فى السعودية للمشاركة فى قمة دول الخليج...ومعلوم أن مواقف نظام الخرطوم السابقة التى إنحاز فيها للعراق ودعمه لإحتلال الكويت _ قد جرت عليه الكثير من المتاعب والخسران ، سيما وأن البعض داخل الجامعة العربية قد طالب بطرد السودان واليمن والأردن وفلسطين من الجامعة.. وقد رأينا كيف هرول النظام الى العواصم العربية بعد الأزمة معتذراً ومستجدياً منهم (العفو والصفح) ..والان ماذا لو لم تعقد القمة فى الدوحة ماذا سيكون شكل رئيس السودان ، هل سيعود عائداً أدراجه الى الخرطوم يجرجر أذياله!؟ أم سيتوجه من هناك إلى الكويت وبأى وجه سيتوجه إلى الكويت بعد إنحيازه الى المحور الثانى!!... وكلنا نعلم أن السودان (كان) سيكون المستفيد الأول من قمة الكويت الإقتصادية التى لابد أنها ستقر إستثمارات زراعية كبرى فى السودان لتحقيق الأمن الزراعى العربى وكل العرب ينظرون للسودان بأنه ركن أساسى فى هذا الجانب...
لكن أنظروا كيف يفكر نظام الخرطوم!!

غير معرف يقول...

I was surprized to know that Sudan did not have an embassey in Fenzoela until now.
I think Sudan will benifit a lot and learn from Chavez.
It is good the incident of closing Israeli Embassey reminded them to open an Embassey there.
By the way in today's news Morocco closed her Embassey in Fenzoella!!
Can Mr Abgarino write an article on this as well?