الاثنين، 26 يناير 2009

26 يناير 2009 - نظام الحزب الواحد.. وحزب النظام الواحد


نظام (الحزب الواحد).. وحزب (النظام الواحد) ..!!


في المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي هتف الأستاذ محمد ابراهيم نُقُد (يسقط نظام الحزب الواحد ..) واحتفت مانشيتات الصحف بالهتاف.. هل يأذن لي زعيم الحزب الشيوعي بتكملة الهتاف .. (يسقط نظام الحزب الواحد.. ويسقط حزب النظام الواحد) .. أيضاً..نظام الحزب الواحد الذي قصده الأستاذ نُقد.. هو النظام الذي لا تسمح المعادلة السياسية في داخله إلا بوصول حزب واحد فقط لسدة الحكم..حتى ولو تعددت الأحزاب ..وقد يتكون الحكم من عدة أحزاب.. ولكن في سياق (وسط الزهور متصور..).. أحزاب تكمل الزينة ويجوز في حقها بعض الحقائب الوزارية بشرط أن (تحفظ أدبها) وتدرك قاعدة (لزوم ما لا يلزم)..لكن زعيم الحزب الشيوعي في حاجة ماسة ليدرك – أيضاً – أن (حزب النظام الواحد) مآله إلى سقوط.. الحزب الذي تبنى فرضياته وأدبياته على أنه كتلة صخرية صماء واحدة .. يفكر برأس وعقل واحد.. وإذا أطل رأس آخر فلا يجني إلا الإنسلاخ أو الإنفصام في حزب جديد آخر.. وتلك أحد أكبر معطلات العمل السياسي الحزبي في ديارنا السودانية.. قدسية الأحزاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار..الأحزاب السياسية الرشيدة هي مجرد منابر Platform تسمح لكل من يأنس في نفسه الرشد الوطني أن يعتليها ويمارس الطموح السياسي على مد قدراته ومؤهلاته.. لكن المشكلة في سوداننا أن الأحزاب هبة السماء.. قادتها رسل مخلدة.. لا ينازعنهم في قياداتهم إلا هالك (سياسياً) .. فخطورة (النظام الواحد) على الأحزاب لا تقل عن خطورة (الحزب الواحد) على الأنظمة..والحزب الشيوعي السوداني مؤهل فكرياً وتنظيمياً لممارسة بروسترويكا رشيدة تؤسس لحزب ما بعد الألفية الثالثة.. الحزب الذي يحكم أحفاد الإستقلال.. فقط لو تبصر في منهج لا يتعبد في المسلمات التي عاش بها.. فالفكرة الماركسية التي أكد على اتباعها الأستاذ نقد .. والإسم – الحزب الشيوعي - الذي استعصى على التغيير ليس مشكلة في حد ذاتهما.. لكن المشكلة في أن يكون في الحزب ما لا يمكن تغييره ..(نظام واحد) لا يقبل المراجعة.. صحيح قد يُرضِي ذلك (الذكريات) و خلود الخبرة .. أو (الوفاء!) للماضي.. لكن من اليقين مع الزمن سيتحول الحزب الشيوعي إلى نادي (المحاربين القدماء) .. فيتلاشى مع تلاشي الممسكين بتلابيب الحل والعقد فيه..المدهش لحد الإنبهار.. أنه في ذات الوقت الذي يتحول فيه الحزب الشيوعي – وهو في المعارضة - إلى مؤسسة جهرية في الهواء الطلق.. تتحول الحركة الإسلامية – وهي في سدة الحكم - إلى منظمة سرية.. تدير إجتماعاتها بمنتهى التكتم والتعتيم.. فيعقد الشيوعي مؤتمره في قاعة الصداقة.. وتعقد الحركة الإسلامية مؤتمرها في أرض المعارض في منتهى السرية .. أتريدون أن أكشف لكم السر .. حسناً.. سأفعل باذن الله ..!!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

سلامات يا باشمهندس
اتتبع مقالاتك في الصحف احيانا تعجبني واحيانا احس فيها بعض الخبث الصحفي واحيانا ابتسم باعجاب ..
الحديث عن الاحزاب السودانيه حديث ممطوط وغير ذي فائده ..ومثالك الحزب الشيوعي اثبت للطبقه العاطله كما قالت امل هياني والكادحيين انه مازال يمارس في ديكتاتوريته التي انا اري انها اكثر من ديكتاتورية الحكم العسكري ... واتي نقد مرة اخري .. ولم يتغير الدستور كثيرا .. واصبحت اسباب خروج الخاتم عدلان وغيرهم من اعلام الحزب محلك سر ... ولم يضيف الحزب جديدا .. هو نفسه حميد ومحجوب يرددون اشعار وشعارات الزمن القديم .. والكراسي حمراء.. والملابس حمراء ... ولكن لا جديد

انا في انتظار تكملة كلامك